كثيرا ما يتعرض العديد من الأشخاص
لنوع من الخمول والكسل والحزن أيضا خلال فصل الشتاء نظرا لأن الأخير يعرف نوع من
الركود وصعوبة ممارسة بعض الأنشطة الحيوية أثنائه مقارنة مع فصل الربيع والصيف
اللذان يعرفان حركية مستمرة لهذا يطلق الكثير من الأشخاص على فصل الشتاء بفصل
الاكتئاب والكسل ويسمى أيضا "الاكتئاب الشتوي"، وتتعرض لهذا الأخير –بالاصابة
به- النساء بثلاث أضعاف أكثر من الرجال، وتفسر هذه الحالة المرضية من طرف الباحثين
بحدوث خلل في افرازات هرمون "الميلاتونين" الذي يعمل على تنظيم النوم كما يقلل من افرازات هرمونات السعادة.
أول سؤال يمكن أن يطرحه أي أحد
منكم عند قراءة هذه المقدمة هو : لماذا يصاب الناس باكتئاب الشتاء
؟
ضَوْءُ الشَْمْسِ والاكْتِئَاب، أية علاقة ؟
هرمون "السيروتونين" هو
أحد الناقلات العصبية التي تلعب دورا مهما في تنظيم مزاج الانسان ويسمى أيضا
"هرمون السعادة"، وقد استعمل هذا الهرمون لعلاج حالات الكآبة، حيث لوحظ
أن معظم المصابين به يمتلكون نسبة أقل من المستوى الطبيعي لهرمون السيروتونين في
الدماغ مما أدى بالعلماء الى اختراع جيل جديد من الأدوية التي تقوم برفع مستوى
هرمون السيروتونين في الدماغ، أما علاقة ضوء الشمس بهذا الهرمون فهي علاقة تحفيز
اذ يعمل ضوء الشمس على المساعدة في افراز هرمون السيروتونين. وكما تعلمون فان فصل
الشتاء يعرف قلة في هذا الضوء وبالتالي تقل نسبة افراز هرمون السيروتونين ما ينتج
عنه الشعور بحالة من عدم التوازن النفسي والضيق وعدم الاحساس بالسعادة وبالتالي
الاكتئاب.
لكن ومع ذلك، هذه الحالة المرضية
لا يمكن تعميمها على الجميع أي لا يمكن الحكم والقول بأن جميع الناس في فصل الشتاء
يعيشون الاكتئاب وعدم الاحساس بالسعادة والراحة، فالشخص الذي يعيش حياة هنيئة
ومتسقرة بعيدة عن كل ما قد يشوبها من مشاكل ومضايقات نفسية لن يؤثر فيه ذلك
الاختلال في افرازات هرمون السيروتونين بدرجة كبيرة، والعكس صحيح، فكلما كان الشخص
يعيش تشنجات في حياته الا وازداد شدة تأثره بانخفاض في افراز هرمون السيروتونين.
كانت هذه مقدمة بسيطة في الموضوع،
سأتطرق في الأجزاء المقبلة لتحليل هذا الموضوع أكثر فأكثر.